السبت، 20 أبريل 2013

الماسونية


الماسونية

 
التعريف:

الماسونية لغة معناها البناءون الأحرار، وهي في الاصطلاح منظمة يهودية سرية هدامة، إرهابية غامضة، محكمة التنظيم تهدف إلى ضمان سيطرة اليهود على العالم وتدعو إلى الإلحاد (*( والإباحية والفساد، وتتستر تحت شعارات خداعه (حرية (*) ـ إخاء ـ مساواة ـ إنسانية) جلُّ أعضائها من الشخصيات المرموقة في العالم، من يوثقهم عهداً بحفظ الأسرار، ويقيمون ما يسمى بالمحافل للتجمع والتخطيط والتكليف بالمهام، تمهيداً لتأسيس جمهورية ديمقراطية عالمية ـ كما يدعون ـ وتتخذ الوصولية والنفعية أساساً لتحقيق أغراضها في تكوين حكومة لا دينية عالمية.
• التأسيس وأبرز الشخصيات:
لقد أسسها هيرودس أكريبا (ت 44م) ملك من ملوك الرومان بمساعدة مستشاريه اليهوديين:
ـ حيران أبيود: نائب الرئيس.
ـ موآب لامي: كاتم سر أول.
 ولقد قامت الماسونية منذ أيامها الأولى على المكر والتمويه والإرهاب حيث اختاروا رموزاً وأسماء وإشارات للإيهام والتخويف وسموا محفلهم (هيكل أورشليم) للإيهام بأنه هيكل سليمان عليه السلام.
 قال الحاخام لاكويز: الماسونية يهودية في تاريخها ودرجاتها وتعاليمها وكلمات السر فيها وفي إيضاحاتها.. يهودية من البداية إلى النهاية.
 أما تاريخ ظهورها فقد اختلف فيه لتكتمها الشديد، والراجح أنها ظهرت سنة 43م.
 وسميت القوة الخفية وهدفها التنكيل بالنصارى واغتيالهم وتشريدهم ومنع دينهم من الانتشار.
 كانت تسمى في عهد التأسيس (القوة الخفية) ومنذ بضعة قرون تسمت بالماسونية لتتخذ من نقابة البنائين الأحرار لافتة تعمل من خلالها ثم التصق بهم الاسم دون حقيقة.
 تلك هي المرحلة الأولى. أما المرحلة الثانية للماسونية فتبدأ سنة 1770م عن طريق آدم وايزهاويت المسيحي الألماني (ت 1830م) الذي ألحد (*) واستقطبته الماسونية ووضع الخطة الحديثة للماسونية بهدف السيطرة على العالم وانتهى المشروع سنة 1776م، ووضع أول محفل في هذه الفترة (المحفل النوراني) نسبة إلى الشيطان الذي يقدسونه.
 استطاعوا خداع ألفي رجل من كبار الساسة والمفكرين وأسسوا بهم المحفل الرئيسي المسمى بمحفل الشرق الأوسط، وفيه تم إخضاع هؤلاء الساسة لخدمة الماسونية، وأعلنوا شعارات براقة تخفي حقيقتهم فخدعوا كثيراً من المسلمين.
 ميرابو، كان أحد مشاهير قادة الثورة الفرنسية.
 مازيني الإيطالي الذي أعاد الأمور إلى نصابها بعد موت وايزهاويت.
 الجنرال الأمريكي (البرت مايك) سرح من الجيش فصب حقده على الشعوب من خلال الماسونية، وهو واضع الخطط التدميرية منها موضع التنفيذ.
 ليوم بلوم الفرنسي المكلف بنشر الإباحية أصدر كتاباً بعنوان الزواج لم يعرف أفحش منه.
 كودير لوس اليهودي صاحب كتاب العلاقات الخطرة.
 لاف أريدج وهو الذي أعلن في مؤتمر الماسونية سنة 1865م في مدينة أليتش في جموع من الطلبة الألمان والأسبان والروس والإنجليز والفرنسيين قائلاً: " يجب أن يتغلب الإنسان على الإله (*) وأن يعلن الحرب عليه وأن يخرق السموات ويمزقها كالأوراق".
 ماتسيني جوزيبي 1805ـ 1872م.
 ومن شخصياتهم كذلك: جان جاك روسو، فولتير (في فرنسا)، جرجي زيدان (في مصر)، كارل ماركس وأنجلز (في روسيا) والأخيران كانا من ماسونيي الدرجة الحادية والثلاثون ومن منتسبي المحفل الإنجليزي ومن الذين أداروا الماسونية السرية وبتدبيرهما صدر البيان الشيوعي المشهور.
الأفكار والمعتقدات:
 يكفرون بالله ورسله وكتبه وبكل الغيبيات ويعتبرون ذلك خزعبلات وخرافات.
 يعملون على تقويض الأديان (*).
 العمل على إسقاط الحكومات الشرعية وإلغاء أنظمة الحكم الوطنية في البلاد المختلفة والسيطرة عليها.
 إباحة الجنس واستعمال المرأة كوسيلة للسيطرة.
 العمل على تقسيم غير اليهود إلى أمم متنابذة تتصارع بشكل دائم.
 تسليح هذه الأطراف وتدبير حوادث لتشابكها.
 بث سموم النـزاع داخل البلد الواحد وإحياء روح الأقليات الطائفية العنصرية.
 تهديم المبادئ الأخلاقية (*) والفكرية والدينية ونشر الفوضى ولانحلال والإرهاب والإلحاد (*).
 استعمال الرشوة بالمال والجنس مع الجميع وخاصة ذوي المناصب الحساسة لضمهم لخدمة الماسونية والغاية عندهم تبرر الوسيلة.
 إحاطة الشخص الذي يقع في حبائلهم بالشباك من كل جانب لإحكام السيطرة عليه وتسييره كما يريدون ولينفذ صاغراً كل أوامرهم.
 الشخص الذي يلبي رغبتهم في الانضمام إليهم يشترطون عليه التجرد من كل رابط ديني أو أخلاقي أو وطني وأن يجعل ولاءه (*) خالصاً للماسونية.
 إذا تململ الشخص أو عارض في شيء تدبر له فضيحة كبرى وقد يكون مصيره القتل.
 كل شخص استفادوا منه ولم تعد لهم به حاجة يعملون على التخلص منه بأية وسيلة ممكنة.
 العمل على السيطرة على رؤساء الدول لضمان تنفيذ أهدافهم التدميرية.
 السيطرة على الشخصيات البارزة في مختلف الاختصاصات لتكون أعمالهم متكاملة.
 السيطرة على أجهزة الدعاية والصحافة والنشر والإعلام واستخدامها كسلاح فتاك شديد الفاعلية.
 بث الأخبار المختلفة والأباطيل والدسائس الكاذبة حتى تصبح كأنها حقائق لتحويل عقول الجماهير وطمس الحقائق أمامهم.
 دعوة الشباب والشابات إلى الانغماس في الرذيلة وتوفير أسبابها لهم وإباحة الاتصال بالمحارم وتوهين العلاقات الزوجية وتحطيم الرباط الأسري.
 الدعوة إلى العقم الاختياري وتحديد النسل لدى المسلمين.
 السيطرة على المنظمات الدولية بترؤسها من قبل أحد الماسونيين كمنظمة الأمم المتحدة (*) للتربية والعلوم والثقافة ومنظمات الأرصاد الدولية، ومنظمات الطلبة والشباب والشابات في العالم.
 لهم درجات ثلاث:
ـ العُمْي الصغار: والمقصود بهم المبتدئون من الماسونيين.
ـ الماسونية الملوكية: وهذه لا ينالها إلا من تنكر كليًّا لدينه ووطنه وأمته وتجرد لليهودية ومنها يقع الترشيح للدرجة الثالثة والثلاثون كتشرشل وبلفور.
ـ الماسونية الكونية: وهي قمة الطبقات، وكل أفرادها يهود، وهم أحاد، وهم فوق الأباطرة والملوك والرؤساء لأنهم يتحكمون فيهم، وكل زعماء الصهيونية من الماسونية الكونية كهرتزل، وهم الذين يخططون للعالم لصالح اليهود.
 يتم قبول العضو الجديد في جو مرعب مخيف وغريب حيث يقاد إلى الرئيس معصوب العينين وما أن يؤدي يمين حفظ السر ويفتح عينيه حتى يفاجأ بسيوف مسلولة حول عنقه وبين يديه كتاب العهد القديم (*) ومن حوله غرفة شبه مظلمة فيها جماجم بشرية وأدوات هندسية مصنوعة من خشب … وكل ذلك لبث المهابة في نفس العضو الجديد.
 هي كما قال بعض المؤرخين: " آلة صيد بيد اليهودية يصرعون بها الساسة ويخدعون عن طريقها الأمم والشعوب الجاهلة".
 والماسونية وراء عدد من الويلات التي أصابت الأمة الإسلامية ووراء جل الثورات (*) التي وقعت في العالم: فكانوا وراء إلغاء الخلافة الإسلامية (*) وعزل السلطان عبد الحميد، كما كانوا وراء الثورة الفرنسية و البلشفية والبريطانية.
 تشترط الماسونية على من يلتحق بها التخلي عن كل رابطة دينية أو وطنية أو عرقية ويسلم قياده لها وحدها.
 حقائق الماسونية لا تكشف لأتباعها إلا بالتدريج حين يرتقون من مرتبة إلى مرتبة وعدد المراتب ثلاث وثلاثون.
 يحمل كل ماسوني في العالم فرجاراً صغيراً وزاوية لأنهما شعار الماسونية منذ أن كانا الأداتين الأساسيتين اللتين بنى بهما سليمان الهيكل المقدس بالقدس.
 يردد الماسونيون كثيراً كلمة " المهندس الأعظم للكون " ويفهمها البعض على أنهم يشيرون بها إلى الله سبحانه وتعالى والحقيقة أنهم يعنون " حيراما " إذ هو مهندس الهيكل وهذا هو الكون في نظرهم.
الجذور الفكرية والعقائدية:
جذور الماسونية يهودية صرفة، من الناحية الفكرية ومن حيث الأهداف والوسائل وفلسفة التفكير. وهي بضاعة يهودية أولاً وأخراً، وقد اتضح أنهم وراء الحركات الهدامة للأديان(*) والأخلاق (*). وقد نجحت الماسونية بواسطة جمعية الإتحاد والترقي (*) في تركيا في القضاء على الخلافة الإسلامية (*)، وعن طريق المحافل الماسونية سعى اليهود في طلب أرض فلسطين من السلطان عبد الحميد الثاني، ولكنه رفض رحمه الله، وقد أغلقت محافل الماسونية في مصر سنة 1965م بعد أن ثبت تجسسهم لحساب إسرائيل.
الانتشار ومواقع النفوذ:
 لم يعرف التاريخ منظمة سرية أقوي نفوذاً من الماسونية، وهي من شر مذاهب الهدم التي تفتق عنها الفكر اليهودي.
 ويرى بعض المحققين أن الضعف قد بدأ يتغلل في هيكل الماسونية وأن التجانس القديم في التفكير وفي طرق الانتساب قد تداعى.
يتضح مما سبق:
أن الماسونية تعادي الأديان (*) جميعاً، وتسعى لتفكيك الروابط الدينية، وهز أركان المجتمعات الإنسانية، وتشجع على التفلت من كل الشرائع والنظم والقوانين. وقد أوجدها حكماء صهيون لتحقيق أغراض التلمود وبروتوكولاتهم ، وطابعها التلون والتخفي وراء الشعارات البراقة، ومن والاهم أو انتسب إليهم من المسلمين فهو ضال أو منحرف أو كافر (*)، حسب درجة ركونه إليهم.

وقد أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر بياناً بشأن الماسونية والأندية التابعة لها مثل الليونز والروتاري جاء فيه:

"ويحرم على المسلمين أن ينتسبوا لأندية هذا شأنها وواجب المسلم ألا يكون إمعة يسير وراء كل داعٍ ونادٍ، بل واجبه أن يمتثل لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: " لا يكن أحدكم إمعةً يقول: إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم".

وواجب المسلم أن يكون يقظاً لا يغرَّر به، وأن يكون للمسلمين أنديتهم الخاصة بهم، ولها مقاصدها وغاياتها العلنية، فليس في الإسلام ما نخشاه ولا ما نخفيه والله أعلم).

رئيس الفتوى بالأزهر : عبد الله المنشد
 كما أصدر المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي فتوى أخرى جاء فيها:

ـ " وقد قام أعضاء المجمع بدراسة وافية عن هذه المنظمة الخطيرة، وطالع ما كتب عنها من قديم وجديد، وما نشر من وثقائها فيما كتبه ونشره أعضاؤها، وبعض أقطابها من مؤلفات، ومن مقالات في المجلات التي تنطق باسمها.

ـ وقد تبين للمجمع بصورة لا تقبل الريب من مجموع ما اطلع عليه من كتابات ونصوص ما يلي:

1 ـ أن الماسونية منظمة سرية تخفي تنظيمها تارة وتعلنه تارة، بحسب ظروف الزمان والمكان، ولكن مبادئها الحقيقية التي تقوم عليها هي سرية في جميع الأحوال محجوب علمها حتى على أعضائها إلا خواص الخواص الذين يصلون بالتجارب العديدة إلى مراتب عليا فيها.

2 ـ أنها تبني صلة أعضائها بعضهم ببعض في جميع بقاع الأرض على أساس ظاهري للتمويه على المغفلين وهو الإخاء والإنساني المزعوم بين جميع الداخلين في تنظيمها دون تمييز بين مختلف العقائد والنحل والمذاهب (*).

3 ـ أنها تجذب الأشخاص إليها ممن يهمها ضمهم إلى تنظيمها بطريق الإغراء بالمنفعة الشخصية، على أساس أن كل أخ ماسوني مجند في عون كل أخ ماسوني آخر، في أي بقعة من بقاع الأرض، يعينه في حاجاته وأهدافه ومشكلاته، ويؤيده في الأهداف إذا كان من ذوي الطموح السياسي، ويعينه إذا وقع في مأزق من المآزق أياً كان على أساس معاونته في الحق لا الباطل. وهذا أعظم إغراء تصطاد به الناس من مختلف المراكز الاجتماعية وتأخذ منهم اشتراكات مالية ذات بال.

4 ـ إن الدخول فيه يقوم على أساس احتفال بانتساب عضو جديد تحت مراسم وأشكال رمزية إرهابية لإرهاب العضو إذا خالف تعليماتها والأوامر التي تصدر إليه بطريق التسلسل في الرتبة.

5 ـ أن الأعضاء المغفلين يتركون أحراراً في ممارسة عباداتهم الدينية وتستفيد من توجيههم وتكليفهم في الحدود التي يصلحون لها ويبقون في مراتب دنيا، أما الملاحدة أو المستعدون للإلحاد فترتقي مراتبهم تدريجيًّا في ضوء التجارب والامتحانات المتكررة للعضو على حسب استعدادهم لخدمة مخططاتها ومبادئها الخطيرة.

6 ـ أنها ذات أهداف سياسية ولها في معظم الانقلابات السياسية والعسكرية والتغييرات الخطيرة ضلع وأصابع ظاهرة أو خفية.

7 ـ أنها في أصلها وأساس تنظيمها يهودية الجذور ويهودية الإدارة العليا والعالمية السرية وصهيونية النشاط.

8 ـ أنها في أهدافها الحقيقة السرية ضد الأديان (*) جميعهاً لتهديمها بصورة عامة وتهديم الإسلام بصفة خاصة.

9 ـ أنها تحرص على اختيار المنتسبين إليها من ذوي المكانة المالية أو السياسية أو الاجتماعية أو العلمية أو أية مكانة يمكن أن تستغل نفوذاً لأصحابها في مجتمعاتهم، ولا يهمها انتساب من ليس لهم مكانة يمكن استغلالها، ولذلك تحرص كل الحرص على ضم الملوك والرؤساء وكبار موظفي الدولة ونحوهم.

10 ـ أنها ذات فروع تأخذ أسماء أخرى تمويهاً وتحويلاً للأنظار لكي تستطيع ممارسة نشاطاتها تحت مختلف الأسماء إذا لقيت مقاومة لاسم الماسونية في محيط ما، وتلك الفروع المستورة بأسماء مختلفة من أبرزها منظمة الروتاري والليونز. إلى غير ذلك من المبادئ والنشاطات الخبيثة التي تتنافى كليًّا مع قواعد الإسلام وتناقضه مناقضة كلية.

وقد تبين للمجمع بصورة واضحة العلاقة الوثيقة للماسونية باليهودية الصهيونية العالمية، وبذلك استطاعت أن تسيطر على نشاطات كثيرة من المسؤولين في البلاد العربية وغيرها، في موضوع قضية فلسطين، وتحول بينهم وبين كثير من واجباتهم في هذه القضية المصيرية العظمى، لمصلحة اليهود والصهيونية العالمية.

لذلك ولكثير من المعلومات الأخرى التفصيلية عن نشاط الماسونية وخطورتها العظمى وتلبيساتها الخبيثة وأهدافها الماكرة يقرر المجمع الفقهي اعتبار الماسونية من أخطر المنظمات الهدامة على الإسلام والمسلمين وأن من ينتسب إليها على علم بحقيقتها وأهدافها فهو كافر بالإسلام مجانب أهله.

والله ولي التوفيق.
الرئيس: عبد الله بن حميد ـ رئيس مجلس القضاء الأعلى في المملكة العربية السعودية.
نائب الرئيس: محمد علي الحركان ـ الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.
الأعضاء: عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ الرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والإفتاء، محمد محمود الصواف.
-------------------------------------------------------------
مراجع للتوسع:
ـ السر المصون في شيعة الفرمسون، ليوس شيخو ـ سنة 1912م.
ـ هيكل سليمان، يوسف الحاج ـ سنة 1934م.
ـ أسرار الماسونية، الجنرال رفعت أتلخان.
ـ تاريخ الجمعيات السرية والحركات الهدامة، عبد الله عنان.
ـ الماسونية، أحمد عبد الغفور عطار.
ـ تاريخ الماسونية العام، جرجي زيدان.
ـ حقيقة الماسونية، د. محمد علي الزغبي.
ـ أصل الماسونية، ترجمة عوض خوري.
ـ الدنيا لعبة إسرائيل، وليم كار.
ـ أحجار على رقعة الشطرنج، ترجمة سعيد (جزائري).
ـ اليهود يجب أن يعيشوا، صموئيل روث.
ـ القوة الخفية التي تحكم العالم، جان مينو.
ـ المذاهب المعاصرة، د. عبد الرحمن عميره.
ـ الماسونية في المنطقة 245 ـ أبو إسلام أحمد عبد الله.
ـ الماسونية سرطان الأمم ـ أبو إسلام أحمد عبد الله.
ـ الماسونية العالمية في ميزان الإسلام ـ د. عبد الله سمك.
 نقلا عن موقع صيد الفوائد

الأحباش


الأحباش

 
التعريف:

طائفة ضالة تنسب إلى عبد الله الحبشي، ظهرت حديثاً في لبنان مستغلة ما خلّفته الحروب الأهلية اللبنانية من الجهل والفقر والدعوة إلى إحياء مناهج أهل الكلام والصوفية والباطنية (*) بهدف إفساد العقيدة وتفكيك وحدة المسلمين وصرفهم عن قضاياهم الأساسية.
التأسيس وأبرز الشخصيات: 
 عبد الله الهرري الحبشي: هو عبد الله بن محمد الشيبي العبدري نسباً الهرري موطناً نسبة إلى مدينة هرر بالحبشة، فيها ولد لقبيلة تدعى الشيباني نسبة إلى بني شيبة من القبائل العربية. ودرس في باديتها اللغة العربية والفقه الشافعي على الشيخ سعيد بن عبد الرحمن النوري والشيخ محمد يونس جامع الفنون ثم ارتحل إلى منطقة جُمة وبها درس على الشيخ الشريف وفيها نشأ شذوذه وانحرافه حيث بايع (*) على الطريقة التيجانية. ثم ارتحل إلى منطقة داويء من مناطق أرمو ودرس صحيح البخاري وعلوم القرآن الكريم على الحاج أحمد الكبير. ثم ارتحل إلى قرية قريبة من داويء فالتقى بالشيخ مفتي السراج ـ تلميذ الشيخ يوسف النبهاني صاحب كتاب شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق ودرس على يديه الحديث. ومن هنا توغل في الصوفية وبايع على الطريقة الرفاعية. ثم أتى إلى سوريا ثم إلى لبنان من بلاد الحبشة في أفريقيا عام 1969م. وذكر أتباعه أنه قدم عام 1950م بعد أن أثار الفتن ضد المسلمين، حيث تعاون مع حاكم إندراجي صهر هيلاسيلاسي ضد الجمعيات الإسلامية لتحفيظ القرآن بمدينة هرر سنة 1367ه‍ الموافق 1940م فيما عرف بفتنة بلاد كُلُب فصدر الحكم على مدير المدرسة إبراهيم حسن بالسجن ثلاثاً وعشرين سنة مع النفي حيث قضى نحبه في مقاطعة جوري بعد نفيه إليها. وبسبب تعاون عبد الله الهرري مع هيلاسيلاسي تم تسليم الدعاة والمشايخ إليه وإذلالهم حتى فر الكثيرون إلى مصر والسعودية، ولذلك أطلق عليه الناس هناك صفة (الفتّان) أو (شيخ الفتنة).
ـ منذ أن أتى لبنان وهو يعمل على بث الأحقاد والضغائن ونشر الفتن كما فعل في بلاده من قبل من نشره لعقيدته الفاسدة من شرك وترويج لمذاهب (*): الجهمية في تأويل صفات الله، والإرجاء والجبر والتصوف والباطنية والرفض، وسب للصحابة، واتهام لأم المؤمنين عائشة بعصيان أمر الله، بالإضافة إلى فتاوى شاذة.
ـ نجح الحبشي مؤخراً في تخريج مجموعات كبيرة من المتبجحين والمتعصبين الذين لا يرون مسلماً إلا من أعلن الإذعان والخضوع لعقيدة شيخهم مع ما تتضمنه من إرجاء (*) في الإيمان وجبر (*) في أفعال الله وجهمية (*) واعتزال في صفات الله. فهم يطرقون بيوت الناس ويلحون عليهم بتعلم العقيدة الحبشية ويوزعون عليهم كتب شيخهم بالمجان.
 نزار الحلبي: خليفة الحبشي ورئيس جمعية المشاريع الإسلامية ويطلقون عليه لقب (سماحة الشيخ) حيث يعدونه لمنصب دار الفتوى إذ كانوا يكتبون على جدران الطرق (لا للمفتي حسن خالد الكافر، نعم للمفتي نزار الحلبي) وقد قتل مؤخراً.
 لديهم العديد من الشخصيات العامة مثل النائب البرلماني عدنان الطرابلسي ومرشحهم الآخر طه ناجي الذي حصل على 1700 صوتاً معظمهم من النصارى حيث وعدهم بالقضاء على الأصولية (*) الإسلامية، لكن لم يكتب له النجاح، وحسام قرقيرا نائب رئيس جمعية المشاريع الإسلامية، وكمال الحوت وعماد الدين حيدر وعبد الله البارودي وهؤلاء الذين يشرفون على أكبر أجهزة الأبحاث والمخطوطات مثل المؤسسة الثقافية للخدمات ويحيلون إلى اسم غريب لا يعرفه حتى طلبة العلم فمثلاً يقولون: (قال الحافظ العبدري في دليله) فيدلسون على الناس فيظنون أن الحافظ من مشاهير علماء المسلمين مثل الحافظ ابن حجر أو النووي وإنما هو في الحقيقة شيخهم ينقلون من كتابه الدليل القويم مثلاً.
الأفكار والمعتقدات:
 يزعم الأحباش أنهم على مذهب (*) الإمام الشافعي في الفقه والاعتقاد ولكنهم في الحقيقة أبعد ما يكونون عن مذهب الإمام الشافعي رحمه الله. فهم يُؤولون (*) صفات الله تعالى بلا ضابط شرعي فـيؤولون الاستواء بالاستيلاء كالمعتزلة والجهمية (*).
 يزعم الحبشي أن جبريل هو الذي أنشأ ألفاظ القرآن الكريم وليس الله تعالى، فالقرآن عنده ليس بكلام الله تعالى، وإنما هو عبارة عن كلام جبريل، كما في كتابه إظهار العقيدة السنية ص591.
 الأحباش في مسألة الإيمان من المرجئة (*) الجهمية الذين يؤخرون العمل عن الإيمان ويبقى الرجل عندهم مؤمناً وإن ترك الصلاة وسائر الأركان، (انظر الدليل القويم ص7، بغية الطالب ص51).
ـ تبعاً لذلك يقللون من شأن التحاكم للقوانين الوضعية (*) المناقضة لحكم الله تعالى فيقول الحبشي: (ومن لم يحكّم شرع الله في نفسه فلا يؤدي شيئاً من فرائض الله ولا يجتنب من المحرمات، ولكنه قال ولو مرة في العمر: لا إله إلا الله، فهذا مسلم مؤمن. ويقال له أيضاً مؤمن مذنب) الدليل القويم 9ـ 10 بغية الطالب 51.
 الأحباش في القدر جبرية (*) منحرفة يزعمون أن الله هو الذي أعان الكافر على كفره وأنه لولا الله ما استطاع الكافر أن يكفر. (النهج السليم 71).
 يحث الأحباش الناس على التوجه إلى قبور الأموات والاستغاثة بهم وطلب قضاء الحوائج منهم، لأنهم في زعمهم يخرجون من قبورهم لقضاء حوائج المستغيثين بهم ثم يعودون إليها، كما يجيزون الاستعاذة بغير الله ويدعون للتبرك بالأحجار. (الدليل القويم 173، بغية الطالب 8، صريح البيان 57، 62). (شريط خالد كنعان /ب / 70) ولو قال قائل أعوذ برسول الله من النار لكان هذا مشروعاً عندهم.  يرجح الأحباش الأحاديث الضعيفة والموضوعة بما يؤيد مذهبهم بينما يحكمون بضعف الكثير من الأحاديث الصحيحة التي لا تؤيد مذهبهم ويتجلى ذلك في كتاب المولد النبوي.
 يكثر الحبشي من سب الصحاب وخاصة معاوية بن أبي سفيان وأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنهم. ويطعن في خالد بن الوليد وغيره، ويقول إن الذين خرجوا على عليٍّ رضي الله عنه ماتوا ميتة جاهلية. ويكثر من التحذير من تكفير سابِّ الصحابة، لاسيما الشيخين إرضاءً للروافض (*). إظهار العقيدة السنية 182.
 يعتقد الحبشي أن الله تعالى خلق الكون لا لحكمة وأرسل الرسل لا لحكمة وأن من ربط فعلاً من أفعال الله بالحكمة فهو مشرك.
 كفّر (*) الحبشي العديد من العلماء فحكم على شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه كافر وجعل من أول الواجبات على المكلف أن يعتقد كفره ولذلك يحذر أشد التحذير من كتبه، وكذا الإمام الذهبي فهو عنده خبيث، كما يزعم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب مجرم قاتل كافر ويرى أن الشيخ محمد ناصر الدين الألباني كافر، وكذلك الشيخ سيد سابق فيزعم أنه مجوسي كافر أما الأستاذ سيد قطب فمن كبار الخوارج (*) الكفرة في ظنه. انظر مجلة منار الهدى الحبشية عدد (3ص234) النهج السوي في الرد على سيد قطب وتابعه فيصل مولوي) أما ابن عربي صاحب مذهب وحدة الوجود (*) ونظرية الحلول (*) والاتحاد (*) والذي شهد العلماء بكفره فيعتبره الحبشي شيخ الإسلام. كما يدعو الحبشي إلى الطريقة النقشبندية والرفاعية والصوفية.
 وللحبشي العديد من الفتاوى الشاذة القائلة بجواز التحايل في الدين وأن النظر والاختلاط والمصافحة للمرأة الأجنبية حلال لاشيء فيه بل للمرأة أن تخرج متعطرة متبرجة ولو بغير رضا زوجها.
 يبيح بيع الصبي الحر وشراءه كما يجيز للناس ترك زكاة العملة الورقية بدعوى أنها لا علاقة لها بالزكاة إذ هي واجبة في الذهب والفضة كما يجيز أكل الربا ويجيز الصلاة متلبساً بالنجاسة. (بغية الطالب 99).
 أثار الأحباش في أمريكا وكندا فتنة تغيير القبلة حتى صارت لهم مساجد خاصة حيث حرفوا القبلة 90 درجة وصاروا يتوجهون إلى عكس قبلة المسلمين حيث يعتقدون أن الأرض نصف كروية على شكل نصف البرتقالة، وفي لبنان يصلون في جماعات خاصة بهم بعد انتهاء جماعة المسجد، كما اشتهر عنهم ضرب أئمة المساجد والتطاول عليهم وإلقاء الدروس في مساجدهم لنشر أفكارهم رغماً عنهم. ويعملون على إثارة الشغب في المساجد، كل هذا بمدٍ وعونٍ من أعداء المسلمين بما يقدمون لهم من دعم ومؤازرة.
الجذور الفكرية والعقائدية:
· مما سبق يتبين أن الجذور الفكرية والعقائدية للأحباش تتلخص في الآتي:
ـ المذهب (*) الأشعري المتأخر في قضايا الصفات الذي يقترب من منهج الجهمية ‍‍(*).
ـ المرجئة (*) والجهمية في قضايا الإيمان.
ـ الطرق الصوفية المنحرفة مثل الرفاعية والنقشبندية.
ـ عقيدة الجفر (*) الباطنية.
ـ مجموعة من الأفكار والمناهج المنحرفة التي تجتمع على هدف الكيد للإسلام وتمزيق المسلمين. ولا يستبعد أن يكون الحبشي وأتباعه مدسوسين من قبل بعض القوى الخارجية لإحداث البلبلة والفرقة بين المسلمين كما فعل عبد القادر الصوفي ثم المرابطي في أسبانيا وبريطانيا وغيرها.
الانتشار ومواقع النفوذ:
ينتشر الأحباش في لبنان بصورة تثير الريبة، حيث انتشرت مدارسهم الضخمة وصارت حافلاتهم تملأ المدن وأبنية مدارسهم تفوق سعة المدارس الحكومية، علاوة على الرواتب المغرية لمن ينضم إليهم ويعمل معهم وأصبح لهم إذاعة في لبنان تبث أفكارهم وتدعو إلى مذهبهم، كما ينتشر أتباع الحبشي في أوروبا وأمريكا وقد أثاروا القلاقل في كندا واستراليا والسويد والدانمارك. كما أثاروا الفتن في لبنان بسبب فتوى شيخهم بتحويل اتجاه القبلة إلى جهة الشمال.
وقد بدأ انتشار أتباع هذا المذهب الضال في مناطق عدة من العالم حيثما وجد لبنانيون في البداية، ثم بعض المضللين ممن يعجب بدعوة الحبشي.
يتضح مما سبق: 
أن الأحباش طائفة ضالة، تنتمي إلى الإسلام ظاهراً وتهدم عراه باطناً، وقد استغلت سوء الأوضاع الاقتصادية وما خلفته الحروب الأهلية اللبنانية من فقر وجهل في الدعوة إلى مبادئها الهدامة وإحياء الكثير من الأفكار والمعتقدات الباطلة التي عفى عليها الدهر مثل خلق القرآن والخلاف المعروف في قضايا الصفات الذي تصدَّى لها علماء أهل السنة والجماعة في الماضي والحاضر. وقد تصدَّى لهم عدد من علماء أهل السنة والجماعة في عصرنا مثل المحدث الشيخ الألباني وغيره. وأفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في الفتوى رقم 2392/1 بتاريخ 30/10/1406ه‍ التي جاء فيها: (إن طائفة الأحباش طائفة ضالة، ورئيسهم عبد الله الحبشي معروف بانحرافه وضلاله، فالواجب مقاطعتهم وإنكار عقيدتهم الباطلة وتحذير الناس منهم ومن الاستماع لهم أو قبول ما يقولون).
--------------------------------------------------------------
مراجع للتوسع:
· كتب ورسائل للأحباش:
ـ المقالات السنية في كشف ضلالات ابن تيمية، عبد الله الحبشي.
ـ التعقيب الحثيث عبد الله الحبشي.
ـ النهج السوي في الرد على سيد قطب وتابعه فيصل مولوي، عبد الله الحبشي.
ـ الدليل القويم على الصراط المستقيم، عبد الله الحبشي.
ـ بغية الطالب في معرفة علم الدين الواجب، عبد الله الحبشي.
ـ إظهار العقيدة السنية شرح العقيدة الطحاوية، عبد الله الحبشي.
ـ كتاب المولد النبوي، عبد الله الحبشي.
ـ صريح البيان، عبد الله الحبشي.
ـ الرسائل السبكية في الرد على ابن تيمية، كمال أبو المنى "كمال الحوت".
ـ التوفيق الرباني في الرد على ابن تيمية الحراني، كمال أبو المنى "كمال الحوت".
ـ بهجة النظر، عبد الله الحبشي.
ـ مجلة منار الهدى:

· كتب ورسائل ردت عليهم:
ـ الرد على الشيخ الحبشي ـ الشيخ عثمان الصافي.
ـ استواء الله على العرش ـ أسامة القصاص.
ـ الاستواء بين التنزيه والتشويه ـ للأستاذ عوض منصور.
ـ إطلاقة الأعنَّة رسالة منسوبة للشيخ الهاشمي.
ـ رسالة الرد على الحبشي في موضوع إعانة الكافرين على كفرهم عدنان ياسين النقشبندي.
ـ عبد الله الحبشي: عقائده وشذوذه، عبد الرحمن دمشقية.
ـ الرد على عبد الله الحبشي، عبد الرحمن دمشقية.
ـ بين أهل السنة وأهل الفتنة، عبد الرحمن دمشقية.
ـ شبهات أهل الفتنة وأجوبة أهل السنة، عبد الرحمن دمشقية مخطوط ومسجل على شريط كاسيت.
ـ الأضواء الساطعة على ما في كتاب (الدليل على الصراط المستقيم) من أفكار زائفة وعقائد زائغة. الشيخ عثمان بن عبد القادر الصافي.
ـ مجلة الفرقان الكويتية.
ـ مجلة الشراع اللبنانية في حوار مع عدنان الطرابلسي نائب البرلمان 574.
ـ الرد على الأحباش الشيخ محمد ناصر الدين الألباني شريط كاسيت.

نقلا عن موقع صيد الفوائد
 

السبت، 16 فبراير 2013

الملل و النحل


الملل والنحل 
 المعتزلة
مدخل
...
الفصل الأول: المعتزلة
ويسمون أصحاب العدل والتوحيد، ويلقبون بالقدرية، والعدلية، وهم قد جعلوا لفظ القدرية مشتركا، وقالوا: لفظ القدرية يطلق على من يقول بالقدر خيره وشره من الله تعالى، احترازا من وصمة اللقب، إذ كان الذي به متفقا عليه لقول النبي عليه السلام: "القدرية مجوس هذه الأمة" وكانت الصفاتية تعارضهم بالاتفاق، على أن الجبرية والقدرية متقابلتان تقابل التضاد؛ فكيف يطلق لفظ الضد على الضد؟ وقد قال النبي عليه السلام: "القدرية خصماء الله في القدر" والخصومة في القدر، وانقسام الخير والشر على فعل الله وفعل العبد لن يتصور على مذهب من يقول بالتسليم والتوكل، وإحالة الأحوال كلها على القدر المحتوم، والحكم المحكوم، والذي يعم طائفة المعتزلة من 
القول بأن الله تعالى قديم، والقدم أخص وصف ذاته. ونفوا الصفات القديمة1 أصلا، فقالوا: هو عالم بذاته، قادر بذاته، حي بذاته؛ لا بعلم وقدرة وحياة. هي صفات قديمة، ومعان قائمة به؛ لأنه لو شاركته الصفات في القدم الذي هو أخص الوصف
لشاركته في الإلهية. واتفقوا على أن كلام محدث مخلوق في محل، وهو حرف وصوت كتب أمثاله في المصاحف حكايات عنه. فإن ما وجد في المحل عرض قد فني في الحال. واتفقوا على أن الإرادة والسمع والبصر ليست معاني قائمة بذاته، ولكن اختلفوا في وجوه وجودها، ومحامل معانيها كما سيأتي، واتفقوا على نفي رؤية الله تعالى بالأبصار في دار القرار، ونفي التشبيه عنه من كل وجه: جهة، ومكانا، وصورة، وجسما، وتحيزا، وانتقالا، وزوالا، وتغيرا، وتأثرا، وأوجبوا تأويل الآيات المتشابة فيها، وسموا هذا النمط: توحيدا.
واتفقوا على أن العبد قادر خالق لأفعاله خيرها وشرها، مستحق على ما يفعله ثوابا وعقابا في الدار الآخرة، والرب تعالى منزه أن يضاف إليه شر وظلم، وفعل هو كفر ومعصية، لأنه لو خلق الظلم كان ظالما، كما لو خلق العدل كان عادلا.
واتفقوا على أن الله تعالى لا يفعل إلا الصلاح والخير، ويجب من حيث الحكمة رعاية مصالح العباد. وأما الأصلح واللطف ففي وجوبه عندهم خلاف. وسموا هذا النمط: عدلا.
واتفقوا على أن المؤمن إذا خرج من الدنيا على طاعة وتوبة، استحق الثواب والعوض. والتفضل معنى آخر وراء الثواب. وإذا خرج من غير توبة عن كبيرة ارتكبها، استحق الخلود في النار، لكن يكون عقابه أخف من عقاب الكفار، وسموا هذا النمط: وعدا ووعيدا.
واتفقوا على أن أصول المعرفة، وشكر النعمة واجبة قبل ورود السمع. والحسن والقبح يجب معرفتهما بالعقل. واعتناق الحسن، واجتناب القبيح واجب كذلك. وورود التكاليف ألطاف للباري تعالى، أرسلها إلى العباد بتوسط الأنبياء عليهم السلام امتحانا واختبارا {لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ} الأنفال آية 42.
واختلفوا في الإمامة، والقول فيها نصا، واختيارا، كما سيأتي عند مقالة كل طائفة.
والآن نذكر ما يختص بطائفة طائفة من المقالة التي تميزت بها عن أصحابها.(في مقال مستقل على هذه المدونة)
و هذه الطوائف هي:

- الواصلية
- المعتزلة
- النظامية
- الخابطية و الحدثية
- البشرية
- المعمرية
- المرادية
- الثمامية
- الهشامية
- الجاحظية
- الخياطية و الكعبية
- الجبائية و البهشمية
منقول من كتاب الملل و النحل للشهرستاني
__________

السبت، 12 يناير 2013

شبهة الاحتكام إلى العقل دون النقل


شبهة الاحتكام إلى العقل دون النقل:
قال زكريا أوزون  قبل المقدمة في كتابه جناية البخاري ما نصه "إلى كل من يحترم العقل و يقدره، إلى كل من يحتكم إلى العقل على النقل، إلى كل من أضاء شمعة الإبداع في ظلام التقليد الأعمى و التبعية، إلى كل من أضاء شمعة الفكر في ظلام القياس و الآبائية، إلى من أحب الناس على اختلاف أجناسهم و أديانهم و معتقداتهم".
قلت:هذا كلام ظاهره جميل للناظر فيه للوهلة الأولى، لكن المؤلف أراد من وراء ذلك الطعن في سنة النبي -صلى الله عليه و على أله وسلم  -بالحكم عليها بما يوافق هواه- ،و الطعن في رواة الحديث الشريف، مما يترتب عليه الطعن في الشريعة و أحكامها ،و سوف تعلم أيها القارئ الكريم مدى إهانة هذا الرجل للعقل بإقحامه في أمور لا يستطيع الخوض فيها كالغيبيات أو في علم معين دون امتلاكه الأدوات العلمية الصحيحة اللازمة للخوض فيه، كالتحكم بالأدلة العلمية لحقد ، أو لتعصب، أو اتباع ٍ لهوى بحجة المعقول و اللامعقول ،و من ذلك تحكم العقل بالنقل، و الحكم على النقل بما يستحسنه العقل بالقبول،  و بما  يستقبحه بالرفض، و جَعْلُ العقلَ بمثابة المُشَرِع ،و هذا القول منتقضٌ من أوله بسبب اختلاف عقول الناس؛  فما يستحسنه عقل و يقبله،  يستقبحه آخر و يرفضه ، وما يدركه الأول قد يخفى على الآخر.و الفصل في المسألة أن يكون العقل منضبطاً بضوابط تجعله  يميز السقيم  من الصحيح من النقل فيطرحُ الأول و يقبل الثاني، و هذه المسألة التي يطرحها الكاتب للنقاش(زعم) لا يريد منها إلا تشكيك الناس في معتقداتهم من خلال تشكيكه بنقلة الحديث الشريف و علماءه
تابع المقالات الاخرى ذات الصلة المنشورة في المدونة

شبهة : إشكالية الحديث النبوي الشريف


شبهة : إشكالية الحديث النبوي الشريف
قال  زكريا  :"إن إشكالية الحديث النبوي من أهم و أعقد الأمور في الدين الإسلامي ، و البحث فيها يتطلب جرأة مدعومة بالعلم و الحجة و البينة نظراً لحساسيتها".
 قولك يا زكريا :" إن إشكالية الحديث النبوي من أهم و أعقد الأمور في الدين الإسلامي" .
أقول: فأما عند أهل العلم فلا؛ فهم يميزون الروايات السقيمة من الأحاديث الصحيحة، و الشاذة من المحفوظة، و المنكرة من المعروفة، و يميزون الموقوف و المقطوع من المرفوع و المنقطع من المتصل، و المدرج - من قول الراوي- من قول النبي - صلى الله عليه و على آله وسلم -  ،و يعرفون غريب ألفاظه، و الناسخ، و المنسوخ...الخ.
أما قولك :" و البحث فيها يتطلب جرأة مدعومة بالعلم و الحجة و البينة نظراً لحساسيتها".
 قلت: أما الجرأة فقد علمناها من تشبيهك علماء الأمة بالكفار و لعنهم و دعائك عليهم بالطرد من رحمة الله ، و أما العلم الذي تتكلم عنه فقد عرفناه من خلال قدرتك على الفصل بين  قول رسول الله  صلى الله عليه و على آله وسلم -  و أقوال السلف!!!
وأما الحجة و البينة فلم نخبرها بعد ،و سوف يرى القارئ- في فصول الردود الآتية- عن أي حجة و بينة تتكلم، و حجتك وبينتك قائمة على تحكم العقل بالروايات بغير علم، و اعتمادك منهجاً منحرفاً قائماً على إثارة الشبهات !!!.
و قلت  في نفس الصفحة من كتابك (الجناية ):"و قد تم انتقاء صحيح الإمام البخاري لمناقشته و معالجة موضوع الحديث النبوي فيه،كونه أفضل و أصح كتب الحديث عند كثير من أئمة المسلمين،و زيادة في الدقة و الحرص فقد تم اعتماد الأحاديث التي اتفق عليها الشيخان بخاري و مسلم و التي يطلق عليها عبارة المتفق عليه". 
قلت :هذه فرية كبرى و إيهام للقارئ؛ فأنت يا زكريا لست أهلاً  لمناقشة موضوع الحديث النبوي في صحيح البخاري أو في غيره من الكتب؛ بسبب جهلك بهذا العلم الشريف،و عدم امتلاكك الأدوات اللازمة للخوض في غماره- اللهم سوى عقلك القاصر-، و أنا و الله أستغرب من جرأتك على الكلام في أحاديث النبي - صلى الله عليه و على آله وسلم -  فتردها بغير ما اصطلح عليه أهل هذا الفن -من علم في قبول و رد الروايات- فرددت روايات صحيحة لعدم فهمها أو لعدم موافقتها هواك أو مذهبك؛ فكان عملك هذا سيئة لك. و أما صنيعك هذا ففيه من إثارة الشبهات حول أحاديث رسول الله  صلى الله عليه و على آله وسلم -  ما فيه، و فيه من الإفساد ما فيه؛ فلو أخطأ عقلك فيما فعلت في تلك الأحاديث فنسبتها إلى غير رسول الله  صلى الله عليه و على آله وسلم -  –و قد فعلت-فما أنت فاعل مع الله و رسوله و الله  تعالى يقول:(( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)) [الأنعام : 21]،و لعلك تعلم أن الحديث النبوي وحي من الله  قال تعالى: ((وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى))  [النجم : 3-4].فلا تنازعن رسول الله  صلى الله عليه و على آله وسلم -  حديثه ، و لو كنت عالماً بعلم الحديث أو طالباً له ثم أخطأت في تضعيف رواية أو تصحيحها لكنا التمسنا لك عذراً و لكنك لست منهم فلا عذر لمتطاول على أحاديث رسول الله  صلى الله عليه و على آله وسلم - . 
و قد اعتمدت -حسب زعمك- الأحاديث التي اتفق عليها الشيخان حتى يضرب عصفورين بحجر واحد فتسقط منزلة الكتابين في الاحتجاج بهما؛ ثم يسهل عليك بعد ذلك الطعن في شريعة المسلمين، و لكن هيهات هيهات فقد حفظ الله تعالى السنة بحفظه للقرآن؛ قال تعالى "(( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )) النحل ٤٤، و لقد حاول فئام الناس من قبله أن يفعلوا فعلته لإسقاط السنة ؛ولكن بطرق مختلفة فدسوا الروايات الموضوعة في أحاديث النبي  صلى الله عليه و على آله وسلم -  فسخر الله من العلماء من تصدى لهم ،و حفظ سنة رسوله  صلى الله عليه و على آله وسلم -  من كلام المغرضين و دس أعداء الدين ؛ و لما لم  تفلح جهودهم حينئذ لجأوا- في عصرنا هذا-إلى الطعن بالصحابة  الكرام-رواة حديث رسول الله صلى الله عليه و على آله وسلم - و خير الناس بعده- بالطعن  بكتب الصحاح من الحديث، ولكنهم لم و لن يفلحوا ما دام على الأرض من يقول الله الله ،و سوف يؤول حالهم إلى ما آل إليه حال من كان قبلهم؛ قال تعالى :(( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ )) الرعد ١٧.
قلت : و لم يعزُزكريا-أي من الأحاديث التي ذكرها في كتابه إلى صحيح مسلم  و اكتفى بذكر مصدر الحديث من صحيح الإمام البخاري، ثم نقض ما قدم له -في مقدمته- حيث قال :" و زيادة في الدقة و الحرص فقد تم اعتماد الأحاديث التي اتفق عليها الشيخان بخاري و مسلم و التي يطلق عليها عبارة المتفق عليه". 

فقال في صفحة(95)عقب حديث الناس تبع لقريش:"أخرجه البخاري كتاب المناقب و لم يرد في مسلم".

شبهة: ذم القياس


                                                               شبهة : ذم القياس
وأما قول زكريا أوزون :" إلى كل من أضاء شمعة الفكر في ظلام القياس و الآبائية".
فأقول:هذا القول من الرجل يكشف عن سوء طويته؛فالكلام ليس عن الإمام البخاري فحسب- و ليته ناقش منهج الإمام البخاري في صحيحه- و إنما  يحاول نقض أصول أهل السنة و الجماعة  بوصف القياس بالظلام علماً أن أول من وضع علم القياس في الشريعة هو النبي - صلى الله عليه و على آله و سلم - و القياس هو نوع منضبط من الاجتهاد (أي إعمال العقل وفق أسس علمية سليمة منضبطة لاستنباط حكم ليس فيه نص صريح من الكتاب و السنة،و ليس فيه إجماع)
سؤل الإمام الشافعيرحمه الله – :" فما القياس أهو الاجتهاد أم هما متفرقان ؟"
أجاب:" هما اسمان لمعنى واحد".
 قال(السائل): فما جماعهما ؟
أجاب: "كل ما نزل بمسلم فقيه حكم لازم أو على سبيل الحق فيه دلالة موجودة، وعليه إذا كان فيه حكم اتباعه وإذا لم يكن فيه بعينه طلب الدلالة على سبيل الحق فيه بالاجتهاد، والاجتهاد القياس"
قال العالم أحمد بن محمد بن إسحاق الشاشي:" القياس حجة من حجج الشرع يجب العمل به عند انعدام ما فوقه من الدليل في الحادثة، وقد ورد في ذلك الأخبار والآثار.
منها:" أن امرأة خثعمية أتت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن أبي كان شيخا كبيرا أدركه الحج ولا يستمسك على الراحلة فيجزئني أن أحج عنه؟ 
قال عليه السلام :" أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته أما كان يجزئك؟
 فقالت: بلى.
 فقال عليه السلام :"فدين الله أحق وأولى " ألحق رسول الله عليه السلام الحج في حق الشيخ الفاني بالحقوق المالية وأشار إلى علة مؤثرة في الجواز وهي ( القضاء ) وهذا هو القياس.
قلت :فالقياس يا زكريا ليس ظلاماً بل هو نور من نور النبوة و علم من مشكاة الوحي فلا يجوز منك وصفه بهذا الباطل ،و هو خيرٌ من الرأي ،و أعلم أن العقل إن لم يكن له مرشد يرشده و يهديه  أورد  صاحبه المهالك ،و خير مرشد له كتاب الله-تعالى- و سنة نبيه  - صلى الله عليه و على آله و سلم - الصحيحة لأن كلاً منهما وحي من اللهتبارك و تعالىالذي خلق العقل و جعله قاصراً محدوداً إدراكه يصيب و يخطئ و أما وحييه- سبحانه و تعالى- (الكتاب و السنة ) فلا ، و اعلم أن للنقل علم يعرف بعلم الحديث (علم الرواية و علم الدراية) و فق منهج علمي دقيق تعاقبت عليه الأمة بعلمائها جيل بعد جيل ، و هو علم حفظ الله به دين المسلمين، خلافاً للأمم الأخرى التي أضاعت تراثها لافتقادها لهذا العلم ، ولله الحمد و المنة على حفظه كتابنا و سنة نبينا  - صلى الله عليه و على آله و سلم - .  
إذاً فصاحب  القياس مستنده في ذلك كتاب الله-تعالىو سنة نبيه  - صلى الله عليه و على آله و سلم -  أما صاحب العقلعلى طريقة زكريا فمستنده الرأي على قاعدة المعقول و الغير معقول!!! 
كتبه الصفوري

شبهة ذم التقليد و التبعية مطلقاً


                                          شبهة ذم التقليد و  التبعية مطلقاً:
أما قوله:" إلى كل من أضاء شمعة الإبداع في ظلام التقليد الأعمى و التبعية، إلى كل من أضاء شمعة الفكر في ظلام القياس و الآبائية".
فأقول و بالله التوفيق:" إطلاق الكلام هكذا على عواهنه لا يصح، و يراد من وراءه ما يراد؛ فالتقليد ينقسم إلى قسمين: محمود و مذموم، فالمحمود  هو الواجب على العامي فيه تقليد العالم ،  و المذموم هو تقليد  العالم أو طالب العلم لغيره من غير معرفة  للدليل العلمي.
 و الاتباع كذلك محمود:إذا كان اتباعاً للنبي-صلى الله عليه و على آله وسلم-  لقوله تعالى: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) - آل عمران ٣١- و هذا الاتباع اتباعٌ مطلق بكل ما أَمَرَ به أو نهى عنه - صلى الله عليه و على آله وسلم-؛لأنه لا ينطق عن الهوى.
 و المذموم: هو الاتباع لأي فرد أو جماعة  من غير تحقق من الدعوى و الدليل.
 أما قوله:" إلى من أحب الناس على اختلاف أجناسهم و أديانهم و معتقداتهم ".
قلت : و هذا فيه من التضليل ما فيه ؛ فالناظر في كتابه يعلم مدى تحيزه و كرهه لأهل العلم وحقده عليهم ،و تدليسه على الناس ؛ فقد ختم مقدمة كتابه- الجناية - بالقول:"فإن السلف قد رأى الأجر و الثواب هو نصيب العاملين من الأمة و السادة العلماء الأفاضل دوما- و إن أخطأوا- و لكن الأجدر اعتماد قوله تعالى:( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً)  .
أين محبتهُ المزعومة للناس على اختلاف أديانهم و معتقداتهم من استشهاده بهذه الآية الكريمة التي نزلت في الكفار، و الدعاء على العلماء بالعذاب و الطرد من رحمة الله ؟!!! عدا عن سوء ظنه فيهم ؛هل هذا هو عنوان المحبة و العدل عنده أن يجعل العلماء من المسلمين كالكفار  من المشركين، أم  هو مجرد التدليس على الناس و التضليل لهم حتى إذا فقدوا الثقة بالعلماء و اطرحوهم جانباً عمت الفوضى و ضاع الدين و انتشر الجهل والتخلف، و استطاع من شاء أن يتكلم في دين الله بما شاء؛ كما فعل هذا ويفعل الكثير ممن هم على شاكلته من الكلام بغير علم و لا سلطان مبينولا حول ولا قوة إلا باللهأم هو   إظهار لخلاف ما يبطن من الحقد و الكره على هذا الدين و أهله!!! .  
أما تدليسه -بنسبة هذه المقولة إلى رأي السلف- فهو لا يخفى على العامة من الناس فضلاً عن أهل العلم أنها من قول النبي -صلى الله عليه و على آله وسلم- ، عن أبي هريرة رضي الله عنه  قال:" قال رسول الله  صلى الله عليه و على آله وسلم- إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر".
و في نسبة هذا الحديث إلى أقوال السلف  مسألتان:
الأولى:أن يكون زكريا جاهلاً أنه من أقوال رسول الله -صلى الله عليه و على آله وسلم- و عندئذٍ فلا عذر له؛ لخوضه فيما ليس هو أهلا له؛ فلا يقبل منه أي نقد للأحاديث التي في صحيح البخاري أو في غيره من الكتب.
والثانية:أن يكون قد علم ذلك ثم نسبه إلى السلف؛ و هذا أشد من الأول و به يكون قد كذب على رسول الله صلى الله عليه و على آله وسلم- و زور و دلس و نازعه في قوله، و خان الأمانة ليضل عن سبيل الله؛ و به يتضح لنا موقفه من رسول الله -صلى الله عليه و على آله وسلم- و سنته، فتكون دعواه ( التحاكم إلى العقل ) دعوى باطلة مردودة عليه يأثم بها؛قال تعالى:( وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً [النساء : 115] .
و هذا التدليس و التضليل منه حتى ينفذ من خلال منهجه الشاذ المنحرف إلى الطعن في أحاديث النبي -صلى الله عليه و على آله وسلم- و له في ذلك منهج لم يسبقه إليه أحد في قبول الأحاديث و ردها و تقسيمها إلى أحاديث نبوية و أخرى رسولية، و ذلك ما سوف يتم التعامل معه في موضع آخر في هذه المدونة.
أما قوله "كان الأجدر" فيه استدراك قبيح  على قول النبي -صلى الله عليه و على آله وسلم - و الله عزو جل  يقول( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى)  النجم ٣ ،وهذا لا ينبغي لرجل عامي عوضاً عن رجل يدعي العلم و يتخذ من العقل  منهجاً للنظر و الحكم على الروايات !!!، و لو كان مقصد الرجل العلم و البحث بحيادية و عنده القليل من الورع و خشية اللهتعالى- لاحتاط لمقولته تلك خشية أن تكون صادرة عن المعصوم-صلى الله عليه و على آله وسلم-  أو  لها أصل في كتاب الله تعالى .و لا عذر له في ذلك؛ لزعمه (انتقاء صحيح البخاري لمناقشة مادة الحديث النبوي فيه) و من زعم ذلك لا بد أن يكون لديه علم بأحاديث النبي-صلى الله عليه و على آله وسلم -  أو على الأقل الأحاديث التي أخرجها الإمام البخاري في صحيحه ،و من ثم عَلِمَ أن ذلك القول إنما هو من قول رسول الله -صلى الله عليه و على آله وسلم-   ،و إلا فيكون ذلك    وبالاً عليه إذ كان لا يستطيع التميز بين قول رسول الله -صلى الله عليه و على آله وسلم- و سلم أقوال السلف كما بينت آنفا.