هل الحديث النبوي مقدس


قال زكريا أوزون: بناءً على ما تقدم فإن الحديث النبوي ليس مقدساً. و هنا أذكر أن معظم ما ورد في الصحاح و المتون و غيرها عند أهل السنة مثلاً لا يعترف به عند الإخوة الشيعة، و العكس صحيح؛ كما أن ثقاة و عدول أهل السنة ليسوا كذلك عند أهل الشيعة و بقية الملل الإسلامية المختلفة.

قلت: هذا كلام كسابقة كالهواء ليس له من قرار:

أولاً: إن الحديث النبوي  مقدس بناءً على أصول صحيحة قدمناها آنفاً (في مقالاتنا السابقة ) من كتاب الله- تعالى- و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم- -و قد قدمنا أن الحديث و حي من الله تعالى نزل به الرسول الأمين جبريل على قلب محمد الأمين صلى الله عليه وسلم ، و كل ما كان وحياً من عند الله تعالى فهو مقدس و لا داع للإعادة؛ أما ما يلقي شياطين الجن و الإنس على قلوب بعض الناس من تلبيس و تضليل و تدليس فليس كذلك!!!

ثانياً: القول أن معظم ما ورد في الصحاح و المتون و غيرها عند أهل السنة مثلاً لا يعترف به عند الإخوة الشيعة، و العكس صحيح.

قلت :ليس الفيصل في مسألة قدسية الحديث النبوي باعتراف طائفة من الطوائف بما في كتب الطائفة الأخرى  أو رفضها له؛ فهذا الكلام فيه تضليل و تلبيس ، فالحديث النبوي مقدس لأنه وحي من الله تعالى و هو مقدس عند جميع الفرق و الطوائف الإسلامية المعتبرة ، و لكن الإشكال في منهج قبول و رد الخبر الوارد عن النبي – صلى الله عليه وسلم - و الفيصل في هذه المسألة  أن يخضع الخبر الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم لدراسة علمية منهجية دقيقة و ضعها أهل العلم المتخصصون في هذا الفن الدقيق، و الكلمة العليا فيها للطائفة التي اختصت بهذا العلم و تميزت به عن غيرها من الطوائف و الملل ،و ذلك من خلال النظر  بما من أصلت من أصول و قعدت من قواعد دقيقة  تستطيع من خلالها معرفة ما إذا كان الخبر صادراً عن المعصوم صلى الله عليه وسلم أو عن غيره، ليس الخبر (بمجملة) فحسب بل كل حرف من حروفه  وتستطيع من خلالها تميزها و معرفة مصدرها و نسبتها نسبة صحيحة لقائلها . و هذا العلم و الله الحمد و المنة- تفرد به أهل السنة عن غيرهم.

قولك: كما أن ثقاة و عدول أهل السنة ليسوا كذلك عند أهل الشيعة و بقية الملل الإسلامية المختلفة.

قلت : هذا ليس على إطلاقه فهنالك الكثير من الرواة المشتركين بين السنة والشيعة، أما الملل الأخرى فلا نعلم اهتمامهم بهذا  و علم معرفة الثقاة و العدول (علم الرجال ) هو ما اشتهر به أهل السنة و الجماعة عن غيرهم .

و هذا الاختلاف في قبول الثقاة بين من زعمت لا يضر طالب الحق إذا ما وقف على المنهج العلمي الصحيح و ذلك عليه إن شاء الله يسير.

و أما اختلاف الناس فهذا ما ليس له نهاية فهل نطرح جانبا كل ما اختف الناس فيه أو في بعض جزئياته ، ثم أن الاختلاف سنة من سنن الله الكونية ليميز الحق عن الباطل قال تعالى :{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (93) } [النحل: 93] .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق