السبت، 12 يناير 2013

شبهة: ذم القياس


                                                               شبهة : ذم القياس
وأما قول زكريا أوزون :" إلى كل من أضاء شمعة الفكر في ظلام القياس و الآبائية".
فأقول:هذا القول من الرجل يكشف عن سوء طويته؛فالكلام ليس عن الإمام البخاري فحسب- و ليته ناقش منهج الإمام البخاري في صحيحه- و إنما  يحاول نقض أصول أهل السنة و الجماعة  بوصف القياس بالظلام علماً أن أول من وضع علم القياس في الشريعة هو النبي - صلى الله عليه و على آله و سلم - و القياس هو نوع منضبط من الاجتهاد (أي إعمال العقل وفق أسس علمية سليمة منضبطة لاستنباط حكم ليس فيه نص صريح من الكتاب و السنة،و ليس فيه إجماع)
سؤل الإمام الشافعيرحمه الله – :" فما القياس أهو الاجتهاد أم هما متفرقان ؟"
أجاب:" هما اسمان لمعنى واحد".
 قال(السائل): فما جماعهما ؟
أجاب: "كل ما نزل بمسلم فقيه حكم لازم أو على سبيل الحق فيه دلالة موجودة، وعليه إذا كان فيه حكم اتباعه وإذا لم يكن فيه بعينه طلب الدلالة على سبيل الحق فيه بالاجتهاد، والاجتهاد القياس"
قال العالم أحمد بن محمد بن إسحاق الشاشي:" القياس حجة من حجج الشرع يجب العمل به عند انعدام ما فوقه من الدليل في الحادثة، وقد ورد في ذلك الأخبار والآثار.
منها:" أن امرأة خثعمية أتت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن أبي كان شيخا كبيرا أدركه الحج ولا يستمسك على الراحلة فيجزئني أن أحج عنه؟ 
قال عليه السلام :" أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته أما كان يجزئك؟
 فقالت: بلى.
 فقال عليه السلام :"فدين الله أحق وأولى " ألحق رسول الله عليه السلام الحج في حق الشيخ الفاني بالحقوق المالية وأشار إلى علة مؤثرة في الجواز وهي ( القضاء ) وهذا هو القياس.
قلت :فالقياس يا زكريا ليس ظلاماً بل هو نور من نور النبوة و علم من مشكاة الوحي فلا يجوز منك وصفه بهذا الباطل ،و هو خيرٌ من الرأي ،و أعلم أن العقل إن لم يكن له مرشد يرشده و يهديه  أورد  صاحبه المهالك ،و خير مرشد له كتاب الله-تعالى- و سنة نبيه  - صلى الله عليه و على آله و سلم - الصحيحة لأن كلاً منهما وحي من اللهتبارك و تعالىالذي خلق العقل و جعله قاصراً محدوداً إدراكه يصيب و يخطئ و أما وحييه- سبحانه و تعالى- (الكتاب و السنة ) فلا ، و اعلم أن للنقل علم يعرف بعلم الحديث (علم الرواية و علم الدراية) و فق منهج علمي دقيق تعاقبت عليه الأمة بعلمائها جيل بعد جيل ، و هو علم حفظ الله به دين المسلمين، خلافاً للأمم الأخرى التي أضاعت تراثها لافتقادها لهذا العلم ، ولله الحمد و المنة على حفظه كتابنا و سنة نبينا  - صلى الله عليه و على آله و سلم - .  
إذاً فصاحب  القياس مستنده في ذلك كتاب الله-تعالىو سنة نبيه  - صلى الله عليه و على آله و سلم -  أما صاحب العقلعلى طريقة زكريا فمستنده الرأي على قاعدة المعقول و الغير معقول!!! 
كتبه الصفوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق