السبت، 12 يناير 2013

حقيقة زواج الجن من الإنس


حقيقة زواج الجن من الإنس

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي من بن آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ"، وفي الحديث الآخر في صحيح مسلم عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قال:" قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه و سلم إذا تَثَاوَبَ أحدكم فَلْيُمْسِكْ بيده على فيه فإن الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ".
و قال تعالى في آكل الربى " {كالذي يتخبطه الشيطان من المس}. و قال تعالى { و شاركهم في في الأموال و الأولاد } ،و قال تعالى { لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان }.
قال السمعاني في التفسير (ج3 ص259 ):
وقوله : ( والأولاد ) فيه أقوال: 
في بعض المسانيد عن ابن عباس أن رجلا أتاه ، وقال : إن امرأتي استيقظت ، وكأن في فرجها شعلة نار ، قال : ذاك من وطىء الجن . قال : فمن أولادهم ؟ قال : هؤلاء المخنثون . 
وعن جعفر بن محمد : إن الشيطان يقعد على ذكر الرجل ؛ فإذا لم يسم الله أصاب امرأته معه ، وأنزل في فرجها كما ينزل الرجل . وروي قريبا من هذا عن مجاهد . وفي بعض الأخبار عن النبي قال : ' إن فيكم مغربين . قيل : ومن المغربون ؟ قال : الذين شارك فيهم الجن ' . 
قلت : لم أقف على أسانيد الروايات أعلاه فلا نستطيع الجزم بصحتها.

و في قوله تعالى {لم يطمثهن } قال الطبري(27/150) :
"قوله لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان يقول لم يمسهن إنس قبل هؤلاء الذين وصف جل ثناؤه صفتهم وهم الذين قال فيهم ولمن خاف مقام ربه جنتان ولا جان يقال منه ما طمث هذا البعير حبل قط أي ما مسه حبل .
وكان بعض أهل العلم بكلام العرب من الكوفيين يقول الطمث هو النكاح بالتدمية ويقول الطمث هو الدم ويقول طمثها إذا دماها بالنكاح 
وإنما عنى في هذا الموضع أنه لم يجامعهن إنس قبلهم ولا جان". و به قال مجاهد و أنس و ابن عباس و عكرمة وغيره.
و في حديث النبي - صلى الله عليه و سلم -"صحيح البخاري ج5 ص1982
عن بن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم أما لو أن أحدهم يقول حين يأتي أهله باسم الله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ثم قدر بينهما في ذلك أو قضي ولد لم يضره شيطان أبدا. 
قال الحافظ في الفتح(9/229):"...وقال الداودي معنى لم يضره أي لم يفتنه عن دينه إلى الكفر وليس المراد عصمته منه عن المعصية. وقيل لم يضره بمشاركة أبيه في جماع أمه كما جاء عن مجاهد أن الذي يجامع ولا يسمي يلتف الشيطان على احليله فيجامع معه ولعل هذا أقرب الأجوبة".

و في حديث صدقة رمضان من حديث البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال "وَكَّلَنِي رسول اللَّهِ- صلى الله عليه و سلم- بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو من الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ وَقُلْتُ والله لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه و سلم قال إني مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ قال فَخَلَّيْتُ عنه فَأَصْبَحْتُ فقال النبي صلى الله عليه و سلم يا أَبَا هُرَيْرَةَ ما فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ قال قلت يا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قال أَمَا إنه قد كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ لِقَوْلِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه و سلمإنه سَيَعُودُ فَرَصَدْتُهُ فَجَاءَ يَحْثُو من الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فقلت لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه و سلم قال دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ عِيَالٌ لَا أَعُودُ فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فَأَصْبَحْتُ فقال لي رسول اللَّهِ صلى الله عليه و سلم يا أَبَا هُرَيْرَةَ ما فَعَلَ أَسِيرُكَ قلت يا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً وَعِيَالًا فَرَحِمْتُهُ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قال أَمَا إنه قد كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ فَجَاءَ يَحْثُو من الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فقلت لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رسول اللَّهِ وَهَذَا آخِرُ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ تَزْعُمُ لَا تَعُودُ ثُمَّ تَعُودُ قال دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ الله بها قلت ما هو قال إذا أَوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ { الله لَا إِلَهَ إلا هو الْحَيُّ الْقَيُّومُ } حتى تَخْتِمَ الْآيَةَ فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ من اللَّهِ حَافِظٌ ولا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حتى تُصْبِحَ فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ فَأَصْبَحْتُ فقال لي رسول اللَّهِ صلى الله عليه و سلم ما فَعَلَ أَسِيرُكَ الْبَارِحَةَ قلت يا رَسُولَ اللَّهِ زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي الله بها فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ قال ما هِيَ قلت قال لي إذا أَوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ من أَوَّلِهَا حتى تَخْتِمَ { الله لَا إِلَهَ إلا هو الْحَيُّ الْقَيُّومُ } وقال لي لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ من اللَّهِ حَافِظٌ ولا يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حتى تُصْبِحَ وَكَانُوا أَحْرَصَ شَيْءٍ على الْخَيْرِ فقال النبي صلى الله عليه و سلم أَمَا إنه قد صَدَقَكَ وهو كَذُوبٌ تَعْلَمُ من تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يا أَبَا هُرَيْرَةَ قال لَا قال ذَاكَ شَيْطَانٌ".
و في البخاري أيضا عن أبي هريرة :" عن أبي هُرَيْرَةَ عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إِنَّ عِفْرِيتًا من الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَيَّ الْبَارِحَةَ أو كَلِمَةً نَحْوَهَا لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلَاةَ فَأَمْكَنَنِي الله منه فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إلى سَارِيَةٍ من سَوَارِي الْمَسْجِدِ حتى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إليه كُلُّكُمْ فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ { رَبِّ اغفر لي وهب لي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ من بَعْدِي } قال رَوْحٌ فَرَدَّهُ خَاسِئًا".

الخلاصة:
يتبين لنا من ظاهر النصوص أعلاه :
1- أن الجن يستطيع أن يتشكل بصورة الإنسان.
2- أن الجن يمكنه الجماع.
3- أنه يصيب الإنسان بالمس و يؤذيه
4- أنه يستطيع الولوج إلى داخل جسد ابن آدم
أما زواجه من بنات آدم و إنجابه منهن فلم يثبت ذلك . و الثابت المشاركة و الإصابه منهن بظاهر النصوص أعلاه، و الله تعالى أعلم 

و أما العلاج من ذلك فيكون بالتحصين بتلاوة القرآن وقراءة الأذكار النبوية في الصباح و المساء عند النوم و في أي وقت شاء و الإكثار من تلاوة سورة البقرة في بيت المصاب. و الله تعالى أعلم 

هذا ما توصل إليه اجتهادنا في طلب العلم في هذه المسألة فإن أصبنا فمن توفيق الله و إن أخطئنا فمن أنفسنا فنسأل الله العفو و المغفرة في الدنيا و ألآخرة.
كتبة أبو عامر الصفوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق